2025-07-04
عندما نتحدث عن أشهر الشخصيات في التاريخ المصري القديم، لا يمكننا تجاهل الملكتين العظيمتين نفرتيتي ونفرتاري. هاتان الملكتان تميزتا بقوة شخصيتهما وجمالهما الأسطوري، كما لعبتا دورًا محوريًا في الحياة السياسية والدينية لمصر الفرعونية.
نفرتيتي: الملكة التي أسرت العالم بجمالها
نفرتيتي، زوجة الفرعون إخناتون، تعد من أكثر الملكات شهرة في التاريخ. اشتهرت بجمالها الفاتن الذي تجسد في التمثال النصفي الشهير الذي يعرض في متحف برلين. لكن نفرتيتي لم تكن مجرد ملكة جميلة، بل كانت شريكة حقيقية لزوجها في الحكم والإصلاحات الدينية.
ساعدت نفرتيتي إخناتون في نقل العاصمة من طيبة إلى أخيتاتون (تل العمارنة حاليًا)، كما دعمت عبادة الإله آتون بدلاً من الآلهة التقليدية. يعتقد بعض المؤرخين أنها حكمت بمفردها بعد وفاة زوجها تحت اسم “سمنخ كا رع”.
نفرتاري: حبيبة رمسيس الثاني
أما نفرتاري، الزوجة الرئيسية لرمسيس الثاني، فكانت تتمتع بمكانة خاصة في قلبه وفي تاريخ مصر. يشهد على ذلك المعبد الرائع الذي بناه لها في أبو سمبل بجوار معبده الكبير.
لقبت نفرتاري بـ “محبوبة موت”، وكانت تشارك زوجها في المناسبات الرسمية والاحتفالات الدينية. مقبرتها في وادي الملكات تعتبر من أروع المقابر من حيث النقوش والألوان التي مازالت تحتفظ برونقها بعد آلاف السنين.
التشابه والاختلاف بين الملكتين
على الرغم من أن نفرتيتي ونفرتاري عاشتا في فترات زمنية مختلفة (الأسرة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة على التوالي)، إلا أن هناك العديد من أوجه التشابه بينهما:
- كلتاهما تمتعتا بمكانة سياسية ودينية غير مسبوقة للملكات في عصرهما
- ارتبط اسم كل منهما بزوج من أعظم فراعنة مصر
- تركا إرثًا معماريًا وفنيًا مذهلاً
أما الاختلافات الرئيسية فتتمثل في أن نفرتيتي ارتبطت بالثورة الدينية لإخناتون، بينما نفرتاري عاشت في فترة أكثر استقرارًا في عهد رمسيس الثاني.
إرث الملكتين في العصر الحديث
مازال اسما نفرتيتي ونفرتاري يترددان حتى اليوم كرمزين للجمال والقوة النسائية. تماثيلهما ورسومهما تزين المتاحف العالمية، وتستمر الأبحاث الأثرية في الكشف عن أسرار جديدة عن حياتهما.
في الختام، تمثل نفرتيتي ونفرتاري نموذجين فريدين للمرأة القوية في الحضارة المصرية القديمة، اللتين تركتا بصمة لا تمحى في صفحات التاريخ. دراسة سيرتهما تفتح نافذة لفهم أعمق لدور المرأة في السلطة والديانة في واحدة من أعظم الحضارات الإنسانية.